إشكالات المسألة الزراعية في عمان و الحلول
المقترحة:
معالي الدكتور فؤاد بن جعفر الساجواني الموقر
وزير الزراعة و الثروة السمكية
تحية إجلال و تقدير لشخصكم الكريم ........ و بعد .
بداية ، يسعدنا وجودكم على رأس هذه الوزارة كونكم
جئتم من قاع المجتمع المعايش للهموم ، من جهة ، و لكونكم ممن حمل أمانة التعبير عن
كلمة الشعب و طموحاته في مجلس الشورى ، من جهة أخرى ؛ الأمر الذي يجعلكم محط
الأنظار و الآمال عندنا بإحداثكم نقلة نوعية في تطوير هذه الوزارة الحيوية
المسؤولة مسؤولية مباشرة عن الأمن الغذائي بهذا الوطن الكريم ، و ذلك عبر تبنيكم
لرؤى جذرية ، و حلول و استراتيجيات مبتكرة عصرية للمشكلات و
العقبات التي تعاني منها المسألة الزراعية في عمان .
إن أية غاية أو هدف في الحياة ، مربوط أمر نجاحهما
أو الفشل ، بالرؤى التي تٌبنى عليها و تنطلق منها تلك الغايات أو الأهداف ، و من
ثم بالإستراتيجيات العملية لتطبيق تلك الرؤى ، و إخراجها من حيز النظرية إلى واقع
الممارسة الفعلية ... و أخيراً ، بل ولعله أولاًً ، بالإرادة و العزيمة
الصادقة المخلصة الأمينة .
و في ذلك لا تشذ المسألة الزراعية و أمر تطويرها و
تفعيل دورها لمستوى تحقيق أهدافها المرجوة ، عن هذه القاعدة العامة .
الزراعة في أي بلد من البلدان تقوم على ثلاثة
مرتكزات أساسية هي :-
التراب........ و الماء ......... و التقنيات
الزراعية
و عند السؤال عن موقعنا من الإعراب من تلك المرتكزات
الثلاثة ، نجد التالي :-
أولاً ) التراب:- موجود في
موطننا بوجه عام _ و إن لم يكن بخصوبة أراضي الدلتا _ و لكنه مع ذلك يعاني في
بلدنا من المشكلات التالية :
v انجراف التربة
في كثير من القرى العمانية المحاذية
لمجاري الأودية التي و إن تباعد جريانها ، لكنها حتى في أحايينها النادرة ، تكون
جارفة مدمرة ... الأمر الذي يستلزم بناء الحوائط الإسمنتية الحامية للتربة من الانجراف
، و ما ينجم عنه من تقليص لمساحة الأرض الزراعية .
v التصحر ... تصحر
الرقعة الزراعية ، و بالتالي تقلصها ، في
القرى المحاذية للصحراء ، بفعل الرمال المتحركة .... الأمر الذي يستدعي حمايتها
بالجدار الأخضر في اتجاه مهب الرياح ... و إلا قد تختفي العديد من واحاتنا الخضراء
في بضع سنين قادمة .
v البوار ... و
نقصد به عدم صلاحية الأرض للزراعة ، إما بسبب عدم زراعتها لفترات طويلة ، و
بالتالي تملحها لتركز الأملاح فيها و تحولها إلى أرض يباب ... أو زراعتها على
التوالي دون الأخذ بعين الاعتبار الدورة الزراعية للتربة ، مما يؤدي إلى إنهاكها و
تحولها إلى أرض فاقدة للخصوبة فقيرة من عناصر الإنبات .... و هو أمر من الممكن
علاجه ، بالاستصلاح الزراعي للأرض اليباب ، و بالتوعية العلمية الجادة للمزارعين في
سبل الحفاظ على خصوبة أراضيهم و تجديد
تربتها ، و من ثم متابعة الأجهزة الفنية المتخصصة للأراضي
المزروعة و دورتها الزراعية . دون ترك هذا الموضوع على عبثية و اجتهادات المزارعين
أنفسهم بلا توجيه أو إرشاد عن كثب .
v الأراضي الزراعية الغير مستغلة
: لدينا أراض و مساحات زراعية كبيرة في ربوع السلطنة غير مستغلة ، ومن الممكن جداً
استغلالها ، حكومياً ، في زراعة المحاصيل ذات العلاقة بتوفير الأمن الغذائي الوطني ، كالنخيل و القمح
و شتى أنواع الحبوب و البقوليات و أعلاف الحيوانات .... فلماذا لا تعمل الحكومة من
خلال وزارة الزراعة على استزراع تلك الأراضي لدعم و توفير المحاصيل الغذائية الإستراتيجية ... و قد رأينا بأن ذلك ممكن و مجد
في مزارع غناء أقيمت في بعض المناطق الصحراوية الواقعة بين الشمال و الجنوب .
v أراضي الجبل الأخضر الممكن استغلالها لمضاعفة
انتاجها بالطرق الحديثة فبالمقارنة
بين منتجات مزرعة صاحب الجلالة من ثمار فاكهة الجبل ، و منتجات المواطنين من
أراضيهم ، نجد الفرق الشاسع كماً و كيفاً و تنوعاً ... و ليس الأمر أكثر من رعاية علمية
و اهتمام نوعي ... و الأرض الزراعية الموجودة في الجبل قليلة المساحة ، لكنها
لعامل الطقس المتميز ، قد تدر ثروة كبيرة لو هي نالت ما تستحق من الرعاية العلمية
و العملية و الاهتمام الحكومي المدروس ........ و هنا نطرح فكرة قد تبدو خيالية
بعض الشيء أو صعبة التطبيق ، و لكنها ليست مستحيلة إن صح العزم و صدقت النية ؛
تتلخص هذه الفكرة في أن تعمد الدولة عبر وزارة الزراعة إلى استثمار أراضي الجبل من
ملاكها ، مقابل القيمة المتوسطة للموسم السنوي الذي كان يتحصل عليه كل مواطن من
أرضه ... أي أن تقوم الدولة بزراعة أراضي الجبل و استثمارها وفق التجارب العالمية
للزراعات الجبلية لاسيما في مناطق حوض البحر الأبيض المتوسط ، مع تعويض مالكيها
بقيمة ما كان يحصل عليها أولئك المواطنون من بيع منتجاتهم بالزراعة التقليدية أو بنسبة أعلى بقليل ............ و نعتقد بأن المواطن سيقبل لو قيل له هذه غلة
أرضك دون عناء أو تعب ، مع احتفاظه طبعاً بملكيته لأرضه ... و للدولة ما تربح من
فائض كمي و نوعي ... و لمواطني هذا البلد خير الثمار الشهية من ذلك الجبل الذي
سيغدو أخضراً اسما على مسمى .... خطوة
ممكنة و غير مستحيلة ... و لكنها بلا شك تحتاج إلى جهد مخلص و مكثف ، و دراسة واسعة عميقة .
v الزراعة الهوائية :- و إن شحت المساحات
الزراعية جدلاً ، فهناك اليوم ما يعرف بالزراعة الهوائية التي لا تحتاج محاصيلها
إلى تربة ، بل إلى معرفةٍ و تقنياتٍ، تطبقها عديد من دول العالم التي لا ينبغي أن
نستشعر إزاءها بالعجز أو الصغار ... فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم .
ثانياً
) الماء :- الذي بدونه لا يستقيم أي شيء أو نشاط في
الحياة ... هذا الماء موجود ، و موجود
بشكل جيد في بلادنا ، رغم ما يبدو عليه عند الناس من شح أو قصور . و لكن وفرته تعاني من المشكلات و
العقبات التالية :-
v أن لنا مواسم ماطرة
رغم ندرتها ، لكنها عند هطولها تأتينا بكميات وافرة من المياه ... غير أن هذه
المياه تذهب سدى و أدراج الرياح ، فلا تستغل الاستغلال الأمثل لغياب
السدود على ثغور الكثير من الأودية النشطة ....... و الحل لهذا الهدر
، في بساطة شديدة ، يكمن في تبني الدولة -
بإيحاء و مطالبة من لدنكم - لخطط
طموحة في بناء السدود المغذية لمخزون المياه الجوفية في شتى ربوع السلطنة ... ( و
بالمناسبة ، معاليكم ، ولاية إزكي تطالب بسد وادي إمطي منذ ربع
قرن و نيف !! ...
و مواعيد عرقوب كثيرة من الوزارات
المتعاقبة على موارد المياه )
v ما ذا بعد بناء السدود ذات المياه الوفيرة ؟ كسد وادي ضيقة الذي يحوي مليار متر مكعب من
المياه ، وبشكل دائم تقريباً .... ما هي الآليات المطروحة للاستفادة منه و تعظيم نفعه ، في المشرعات الزراعية أو حتى في
مشروعات توليد الطاقة الكهربائية أو
استزراع أسماك المياه الحلوة ؟ ... إن العبرة في كثير من الأحيان ليس في إقامة
المشروع ، بل في رؤيتنا و جاهزيتنا للاستفادة منه و استثماره على أفضل وجه .
v أن في عمان أفلاجاً
خلفها لنا بكل فخر الأجداد ، في كل
قرية بمعدل ثلاثة أو يكاد ... و لكن هذه
الأفلاج لها حكايتان :
الأولى
؛ أن بعضها اندثرت سواقيها و بقيت منابعها تعج بالمياه ، و لكنها لم تجد من
يعيدها للحياة ...... و كل ما يلزم في هذا الجانب هو تبني مشروع للتنقيب عن
المياه في مصادر تلك الأفلاج ، و العمل على إعادة جريان الحية منها ... و لقد كان هناك
على سبيل الذكر مثل شائع في أشهر أفلاج
عمان يقول : " دارس نزوى و ملكي ازكي ، و سمدي سمائل و حدقي امطي "
....و فلج الحدقي هذا الذي كان يضرب به المثل في وفرة مياهه ، هو من الأفلاج
المندثرة اليوم ، غير أن آثار سواقيه ما
زالت قائمة مشاهدة ، بل و تتدفق بالمياه لدى أيام الخصب لا سيما بوادي إمطي ... و
مما لاشك فيه أنه عند تعزيز منسوب المياه الجوفية بالسدود ، ستتفجر بالمياه عيون
الكثير من تلك الأفلاج المندثرة .
الثانية
:- أن ما تبقى من الأفلاج الحية هي الأخرى تحتاج لأمرين :-
الأول : الصيانة بنوعيها ، الأساسية و الدورية ، لمجاريها و المنابع ... و هو ما ليس حادثاً الآن إلا للبعض منها ... و الأكثر من ذلك هو أن الصيانة التي أجريت لهذا البعض من الأفلاج كانت نقمة لا رحمة عليها ، حيث سدت كل الروافد الفرعية التي كانت تغذيها عند هطول الأمطار بخرسانات إسمنتية مصمتة ....فغاضت مياهها لانقطاع المدد .
الثاني : هو أن مياه هذه الأفلاج مهدرة و غير مستغلة الاستغلال الأمثل ، و ذلك لاستخدامها في الري بالطرق التقليدية القائمة على الغمر ، و ما ينجم عنها من فقد لكميات كبيرة من المياه في السواقي ، تسرباً و تبخراً .... فلو طرحت أو بالأحرى تبنت الدولة فكرة استخدام مياه الأفلاج في الري بالطرق الحديثة القائمة على الرش و التنقيط ، لتوفرت كميات هائلة من المياه ، تكفي لري أضعاف إضعاف المساحات الزراعية التي ترويها الآن . و أنا على يقين بأن أصحاب هذه الأفلاج سيوافقون على الخطوة إن شرحت لهم فكرتها و أهميتها ، و دعمت الدولة تنفيذها بتحمل كافة نفقاتها ، كمشروع وطني حكومي ، أو كمشروع حكومي - أهلي مشترك .... و ما ينطبق على الأفلاج ينطبق على الآبار ، في سبل استغلالها و الحفاظ على ثروتها المائية .
الأول : الصيانة بنوعيها ، الأساسية و الدورية ، لمجاريها و المنابع ... و هو ما ليس حادثاً الآن إلا للبعض منها ... و الأكثر من ذلك هو أن الصيانة التي أجريت لهذا البعض من الأفلاج كانت نقمة لا رحمة عليها ، حيث سدت كل الروافد الفرعية التي كانت تغذيها عند هطول الأمطار بخرسانات إسمنتية مصمتة ....فغاضت مياهها لانقطاع المدد .
الثاني : هو أن مياه هذه الأفلاج مهدرة و غير مستغلة الاستغلال الأمثل ، و ذلك لاستخدامها في الري بالطرق التقليدية القائمة على الغمر ، و ما ينجم عنها من فقد لكميات كبيرة من المياه في السواقي ، تسرباً و تبخراً .... فلو طرحت أو بالأحرى تبنت الدولة فكرة استخدام مياه الأفلاج في الري بالطرق الحديثة القائمة على الرش و التنقيط ، لتوفرت كميات هائلة من المياه ، تكفي لري أضعاف إضعاف المساحات الزراعية التي ترويها الآن . و أنا على يقين بأن أصحاب هذه الأفلاج سيوافقون على الخطوة إن شرحت لهم فكرتها و أهميتها ، و دعمت الدولة تنفيذها بتحمل كافة نفقاتها ، كمشروع وطني حكومي ، أو كمشروع حكومي - أهلي مشترك .... و ما ينطبق على الأفلاج ينطبق على الآبار ، في سبل استغلالها و الحفاظ على ثروتها المائية .
v أن لدينا مياه ضخمة من الصرف الصحي ، لو أعيد تنقيتها و معالجتها
كما تفعل الكثير من دول العالم ، لسدت
الحاجة لري و إخصاب مساحات شاسعة من الأراضي و المشروعات الزراعية .
v و أخيراً ؛ كيف لبلاد أن تعاني من المحل أو شح المياه ( كما قال
أحد الخبراء ) ، و هي محاطة بثلاثة آلاف و سبع مائة كيلو متراً من المياه ... و إن
تكن مياه البحر. فدول كثيرة في المعمورة قائمة على محطات التحلية ، فلماذا لا نقيم
بين كل 250 أو 300 كم محطة لتحلية المياه ،
نستخدمها أيام المحل في سد احتياجاتنا من المياه ... و في أيام الخصب نعزز بها
منسوب المياه الجوفية ؟!
ثالثاً :
التقنيات الزراعية :-
فالزراعة ، و أنتم سادة العارفين ،
لا يقتصر أمرها على توافر الماء و التربة ، بل يتعداه بعد ذلك إلى تبني سلسلة من
الفعاليات و الأنشطة التي بدونها لن يكون لأي محصول زراعي أي مستقبل بأي بلد ...
وتتمثل تلك الأنشطة في الموضوعات التالية :-
·
الفهم
العلمي الجيد لآليات التعامل مع البيئة الحاضنة للزراعة
، من حيث ما بها من كميات الأملاح أو عناصر الخصوبة . فلكل نوع من المحاصيل الزراعية
خصوصيته، في الأرض المناسبة له ، و في طبيعة المناخ أيضاً ، ... و بلادنا عمان
تتمتع بتنوع مناخي و طوبوغرافي رائع ، يؤهلها لاحتضان العديد من المحاصيل الزراعية
ذات الجدوى الاقتصادية ... فجميل من وزارة الزراعة أن تضع ذلك في اعتبارها عند
وضعها الرؤى لتطوير المنتجات الزراعية في هذا البلد ، مستعينة في ذلك بالخبرات و التجارب العالمية الناجحة لدى الدول التي بلغت شأواً متقدماً في
هذا المجال .
·
توافر
التقاوى و الشتلات ذات النوعية الجيدة لكل
مزارع في البلاد ؛ و بدعم كلي أو جزئي من الدولة ....
و هو أمر غير موجود أو نادر الوجود على صعيد الواقع المعاش ، لاسيما لصغار
المزارعين ، رغم ما ينشر من مبالغات دعائية
من في و سائل الإعلام عن و جود هذا النوع
من الدعم .
·
ميكنة
الزراعة في كل عملياتها الحيوية ، ابتداء بالعزق ، مروراً بالري ، و انتهاء
بالحصاد و الجني ، فنحن نعيش عصر التكنولوجيا ، الذي ما عاد فيه العمل اليدوي
بآلياته القديمة ذا نفع أو جدوى ... و هذا يتطلب توفير الحد الأدنى من وسائل و
تسهيلات الزارعة الحديثة ، و أيضاً بدعم كلي أو جزئي من الدولة ، و خلال فترة من
مطالبة المواطن بها لا تطول إلى عديد السنوات ، كما هو حادث الآن لبعض الوسائل و
التسهيلات الزراعية البسيطة
.
·
التسميد
:- هو أحد
المشكلات التي يعاني في فهمها المواطن المزارع ، و يقع فيها بين المطرقة و السندان
... مطرقة الحاجة الماسة لتسميد زراعته لتحسين إنتاجه كماً و نوعاً... و سندان
ندرة الأسمدة العضوية ، و محاذير استخدام الأسمدة المصنعة الكيماوية ... الأمر الذي يستوجب من وزارة الزراعة طرح
الحلول الناجعة لهذه المعضلة عبر توفير
الأسمدة الآمنة السليمة ، بدعم كلي أو جزئي من الدولة ، و عبر إقامة الندوات و الدورات
التوعوية المكثفة لكيفية قيام المواطن ذاته بإنتاج السماد العضوي اللازم لزراعته ....
و كيفية الاستخدام الآمن و الفعال للأسمدة الصناعية .
·
الآفات الزراعية :- هي من أكبر المشكلات التي تعاني منها الزراعة في
عمان ، لاسيما لدى صغار المزارعين ، و
باتت تقض مضاجعهم ، لرؤيتهم فتك الآفات بزراعاتهم و هم بلا حول عليها و لا قوة
.... و هي مشكلة نناشدكم للتدخل العاجل في
إيجاد الحلول المناسبة السليمة لها ، و إعارتها جل اهتمامكم و الرعاية . .. فهو
أمر من الأولوية و الأهمية و الخطورة بمكان ، لمستقبل الزراعة بوجه عام في عمان
... إذ ليس من المنطق ، بل ومن العبث التفكير في توفير كل السبل اللازمة للزراعة
الحديثة ، ثم نتركها ، بعد كل تلك الجهود و
الموارد المبذولة ، نهباً للحشرات و الآفات .... و هنا نرى مرة أخرى ضرورة استقراء التجارب العالمية في مجال هذه
المكافحة ، إذ أن المواطن المزارع في حيرة من أمره في مسألة استخدام المبيدات
الحشرية ، لما يسمعه عن محاذير و أضرار استخداماتها على الأرض و الزراعة في المدى القريب
و البعيد .
·
القطاف و
التخزين و التسويق للمحاصيل الزراعية هي الأخرى
أمور فنية و لها تقنياتها الحديثة التي لابد لنا من تبنيها و الأخذ بها لنستفيد من
محاصيلنا أفضل استفادة ... علماً بأن أحوالنا في هذه المجالات ، و خاصة في ولاية إزكي دون
المستوى المأمول و المنشود بكثير ... فالقطاف و التخزين ، لا زالت تمارس فيهما
الطرق التقليدية القديمة ، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات فقد المحاصيل و ضياعها سدى
.... و كم في ذلك من خسارة للجهد و المال
كما أن أمر تسويق المنتج الزراعي المحلي و الوطني في عمان بوجه عام ، مهمش إن لم يكن ملغى إلى أبعد الحدو د من تفكير الدولة ، فيما يبدو حتى الآن على الأقل ... بينما هو أمر يعد من أساسيات التفكير في أي مسألة زراعية ... فما فائدة أية سلعة أو بضاعة بلا بيع ، و خاصة إن تكن هذه السلعة ذات عمر افتراضي قصير ، ينبغي أن تستنفذ أولاً بأول ، و إلا ذهب كل ما يبذل فيها أدراج الرياح ... و كان العمل فيها أو الاستثمار مدعاة للخسارة و الفقر ، بدلاً من أن يكون مصدراً للرزق و الكسب .
كما أن أمر تسويق المنتج الزراعي المحلي و الوطني في عمان بوجه عام ، مهمش إن لم يكن ملغى إلى أبعد الحدو د من تفكير الدولة ، فيما يبدو حتى الآن على الأقل ... بينما هو أمر يعد من أساسيات التفكير في أي مسألة زراعية ... فما فائدة أية سلعة أو بضاعة بلا بيع ، و خاصة إن تكن هذه السلعة ذات عمر افتراضي قصير ، ينبغي أن تستنفذ أولاً بأول ، و إلا ذهب كل ما يبذل فيها أدراج الرياح ... و كان العمل فيها أو الاستثمار مدعاة للخسارة و الفقر ، بدلاً من أن يكون مصدراً للرزق و الكسب .
الثروة الحيوانية : ليس
هناك اهتمام كاف بهذا القطاع رغم أهميته الإستراتيجية في الأمن الغذائي ، و يعاني من المشكلات التالية :
§ نقص الرعاية
البيطرية : فإزكي ، مثلاً ، بها في حدود الأربعين ألف
رأس من الحيوانات ، و ليس بالولاية إلا عيادة بيطرية واحدة بها طبيب بيطري واحد ،
... فلا بد من تعزيز هذه الرعاية بما يناسب و يكفي كل ولاية من العيادات و الكوادر
البيطرية . فولايتنا ، على سبيل المثال
؛ تحتاج على الأقل إلى ثلاث عيادات بيطرية
بكامل كوادرها المتخصصة لتفي حق حيواناتها من الرعاية الصحية البيطرية ، العلاجية منها و الوقائية
·
نقص
الأعلاف الحيوانية :- و بالتالي ارتفاع أسعار القليل
الموجود منها ..... و لا يمكننا التفكير في تطوير الإنتاج الحيواني دون التفكير
أولاً في توفير الغذاء لهذا الحيوان ....
فلا بد من السعي لإيجاد المراعي و الأعلاف اللازمة لتنمية الثروة الحيوانية في هذا
الوطن ، بل و من الواجب دعم مربي الحيوانات بالأعلاف الكافية لإطعامها و تسمينها ،
بدلاً من جعلها حيوانات عجاف لا تسمن و لا تغني من جوع .
·
ضعف
الاهتمام بالحظائر الحيوانية على اختلافها ، فلا نرى
ذلك الاهتمام الجاد لدى الدولة لتحديث و
تطوير حظائر الحيوان ، عدداً و نوعاً بكل
ولاية ... الأمر الذي يُبقي إنتاجنا الحيواني في حدوده الدنيا نوعاً وكماً ... رغم
تزايد الحاجة و الطلب عليه .
·
أخيراً
في هذا المجال ؛ نلفت انتباهكم الكريم إلى نقطة نراها في غاية الأهمية ، ألا و هي
نقص ، إن لم يكن عدم و جود ، التنسيق بين وزارتي الزراعة و الصحة ، فيما يخص
التعامل مع الأمراض المنتقلة من الحيوان
إلى الإنسان ؛ و هو أمر نتمنى عليكم إعارته عنايتكم ، لما
له من خطورة بالغة على صحة المواطن في هذا البلد ، و السعي لإيجاد الآليات الناجعة
للتعامل مع هذا الموضوع بجدية بين الوزارتين ، من حيث التبليغ ، و سبل الوقاية و
العلاج
الثروة
السمكية :عمان هي البلاد الغنية – الفقيرة عند أهلها
بالسمك ! ، فرغم ما حبا الله بلادنا من هذه الثروة ، لا زلنا نشكو القَرَم ، أي
الجوع و الشهوة للسمك . ... و مع كل ما سمعناه من إجراءات للحد من لهيب أسعاره ،
لا زال أواره مستعر في الأسواق ، و لم نشهد التحسن المأمول و المرتجى ، لا في كمياته و لا نوعياته و لا الأسعار ...
فإلى متى معاليكم تستمر هذه المشكلة ؟!... و من المسؤول عن استمرارها رغم الحلول و
القرارات المعلنة المطروحة ؟
و
البحر ، بوجه عام ، ثروة و بيئة خصبة للكثير من المشروعات الاقتصادية
الحيوية ؛ كمزارع الأسماك ، و مزارع اللؤلؤ الصناعي ............ فهل تفكر وزارتكم الموقرة في استغلال البحر في
مثل هذه المشروعات ؟ ............. و كذلك الحد من ظاهرة الصيد الجائر ، الذي لا
يبقي و لا يذر ، الممارس من قبل بعض
الشركات و كبار تجار الأسماك .
و ختاماً نتمنى عليكم أن ترفعوا هذا المقترح
للمقام السامي : و هو أن يكون مسمى هذه الوزارة (( وزار ة
الزراعة و الثروة الحيوانية و موارد
المياه)) كون الأسماك ، على خصوصيتها ، بالوسع اعتبارها جزءا من الثروة
الحيوانية ......... و كون الماء أكثر استخداماته في الزراعة ، حري
أن تكون موارده من مسؤولية وزارة الزراعة ، لا تحت مسؤولية أية وزارة أخرى ... و لنا فيكم كبير الأمل في تحقيق ما ذكرناه من
طموحات و أهداف وطنية في المجال الزراعي .
وفقنا الله جميعاً لما فيه
خدمة هذه الوطن الكريم و أبنائه ، تحت ظل
القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله و
رعاه ...
.و لكم خالص التحية
و فائق الاحترام و التقدير من مقدم
الرسالة المواطن :
زهــران بن زاهــر الصـارمي
ولاية إزكي /
قرية إمطي
هاتف 99206716
14/6/2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق