الأربعاء، 8 فبراير 2012


الكلمة التي ألقيتها ( نيابة عن المجموعة المشاركة )  في ختام دورة التخطيط الاستراتيجي و متابعة تنفيذ الخطط
بفندق السيب نوفوتيل سابقاً في الفترة من 4- 8/9/2004
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي فضل العلم على الجهل في قوله " قل هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون " و الصلاة و السلام على من قال و هو رسول الله : " لا طلعت علي شمس يوم لم أزدد فيه علما
الأستاذ الفاضل الدكتور رفعة عبد الحليم الفاعوري 
إخواني الكرام المشاركين في الدورة .
بداية إنه لشرف كبير لي تكليفكم إياي بالإنابة عنكم في تقديم جزيل الشكر و خالص الامتنان لكل من وزارة الخدمة المدنية الموقرة و الأستاذ الفاضل الدكتور رفعة الفاعوري ؛ ؛ ؛ الأولى على دعوتها الكريمة لنا لحضور هذه المأدبة الفكرية الدسمة ، و الثاني على جهده الطيب المشكور في إعداد و تقديم تلك الوجبة التي ستبقى آثارها الإيجابية ملازمة لنا في كل نشاط فكري أو عملي في مستقبل الأيام إنشاء الله  ؛ فنعم الزاد الذي زودنا به و نعم الأستاذ الذي لمسنا منه عبر الشفافية التي تعامل بها معنا ، بأنه واحد من حملة هموم هذه الأمة ... و ما أكثر هموم هذه الأمة ؛ و ما أقل في الوقت  ذاته من يُعنى بها أو يعانيها .
لقد آلمتنا كثيراً حكايات الأردن الشقيق ، من بيعه بأبخس الأثمان  لترابه الغالي الثمين و لزيتونه لإسرائيل ، فتعود هذه الأخيرة لتبيعه لنا بأغلى الأسعار ؛ و هي حال تذكرنا ببيت الشعر القائل :
" و من الرزية أن شاة عندنا  ...... بيدي قرناها و غيري يحلب "
لقد قيل ذات يوم في تبرير ضياع فلسطين  :- إن أرضاً بلا شعب ، أعطيت لشعب بلا أرض !!.... و قد يقال اليوم في تبرير ضياع ثرواتنا من نفطها إلى الزيتون : بأن هناك ثروات في أرض بلا إنسان ، يجب أن تعطى لإنسان بلا ثروات !!
لماذا و صلت أمتنا إلى هذا الحضيض ؟ و أين تكمن المشكلة ؟
نعيب زماننا و العيب فينا ..... و ما لزماننا عيب سوانا "
في اعتقادي بأن أستاذنا الفاضل قد شخص الداء العضال الذي نعانيه ، و وضع الإصبع  فوق الجراح . إنه سوء الإدارة أو ضعفها و خاصة إدارة الموارد البشرية ..... و الإدارة علم و فن ... علم متجدد و متطور أبدا ، يوجب علينا السعي  إلى اكتسابه سعيا بالدراسة  والإطلاع على آخر مستجداته العلمية و العملية ... و هي فن ، و الفن موهبة تحتاج إلى الصقل و التهذيب عبر الممارسة الواعية المسئولة .
إن مكونات الإدارة ثلاث أساسية هي :-
التخطيط  و التنفيذ و التقويم ؛ و هناك من اختصر وظائفها في كلمة ( POSDCORBE ) , و كما نلاحظ أن التخطيط دائماً يأتي على رأس مهام أية إدارة . إننا نعيش عصراً لا مكان فيه للعشوائية أو العمل المرتجل ، بل أصبح يسعى في دقة خططه إلى ألـ ZERO DEFFECT    ... , أن يقوم بالشيء الصحيح بشكل صحيح من أول مرة ؛ لأن الخطأ في عصرنا صار رديف الكارثة  . إن كل ما حوالينا قد تغير و تطور بشكل دراماتيكي ، و بقينا نحن حيث نحن مكانك راوح ،  في كثير من رؤانا و أفكارنا و معتقداتنا و الممارسات , لذلك تخلفنا عن ركب الحضارة و الزمن  ، و صرنا كالغرباء في عصر غريب .... فلا بد لنا إذن من تطوير أنفسنا و تغيير الكثير من مفاهيمنا الكلاسيكية عن كثير من أوجه الحياة . و إلا فكما يقال :-
 INNOVATION OR EVAPORATION  .. و لن نستطيع إحداث التغيير أو التطوير المطلوب بغير نقد بناء للذات و تقويم هادف لممارساتها الخاطئة من جهة ، و بغير الانفتاح على العالم و الإستفادة من تجاربه و خبراته من جهة أخرى ، و  الانفتاح على العالم طبعاً هو غير الإنبطاح  له ، كما نحن فيه اليوم .....أجل ! علينا أن نتعلم الدرس من مبدأ ديمنج القائل بأن الأخطاء الواقعة في أي منظمة أو تنظيم إنما يعود 85% من أسبابها للأنظمة و القوانين السائدة في ذلك التنظيم ؛  و أن 15 % منها فقط تعود للعاملين فيه ، ،  كما علينا أن نتعلم من قيصر روسيا بطرس الأكبر الذي ،عندما أراد أن يردم الفجوة بين بلاده و تطور العالم من حولها ،  قام برفقة 250 من كبار شخصيات الحكم  بزيارة سرية لأوروبا ،  في القرن السابع عشر ، لدراسة أحوالها عن كثب لمدة ستة أشهر ، و عاد بعدها ليلحق روسيا بركب الحضارة و يبز أوروبا في أكثر من موقع .
فعلينا إخوتي الكرام  ألا نخشى من نشر الغسيل ، و أن نجعل أفعالنا فوق الطاولة لا تحتها ، كما قال أستاذنا الفاضل ، و لنقل كما قالت الحكمة : " شكراً لمن أهداني عيوبي "  لأننا بهذه الهدية سنتمكن من الانطلاق بكل ثقة و اقتدار نحو الآفاق التي يدعونا إليها الواجب الوطني ، و لنتذكر دائماً بأننا ركاب سفينة واحدة مهما تعددت مسمياتنا أو جهاتنا الوظيفية ، و بالتالي فإن الهدف واحد ألا وهو بناء هذا الوطن والارتقاء به  إلى مصاف الأمم المتقدمة و خدمة أبنائه و القاطنين فيه .
أخيراً و ليس آخراً اكرر شكرنا الجزيل و عظيم الامتنان لأستاذنا الفاضل الدكتور رفعت عبد الحليم و لوزارة الخدمة المدنية على إتاحتهم لنا هذه الفرصة السعيدة في التواصل الحميمي الذي أفضى بنا إلى كثير من المكاشفة و المصارحة  الهادفة بين شتى الطاعات الحكومية التي ضمتها هذه الدورة .
فليوفقنا الله جميعاً لما فيه خدمة هذا الوطن و مواطنيه تحت ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله تعالى و رعاه و سدد على طريق الخير خطانا و خطاه .
و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق