الكلمة التي ألقيتها
( نيابة عن المجموعة المشاركة ) في ختام
دورة التخطيط الاستراتيجي و متابعة تنفيذ الخطط
بفندق السيب نوفوتيل
سابقاً في الفترة من 4- 8/9/2004
بسم الله الرحمن
الرحيم
الحمد لله الذي فضل العلم على الجهل في قوله " قل هل يستوي الذين
يعلمون و الذين لا يعلمون " و الصلاة و السلام على من قال و هو رسول الله :
" لا طلعت علي شمس يوم لم أزدد فيه علما
الأستاذ الفاضل الدكتور رفعة عبد الحليم الفاعوري
إخواني الكرام المشاركين في الدورة .
بداية إنه لشرف كبير لي تكليفكم إياي بالإنابة عنكم في تقديم جزيل الشكر و
خالص الامتنان لكل من وزارة الخدمة المدنية الموقرة و الأستاذ الفاضل الدكتور رفعة
الفاعوري ؛ ؛ ؛ الأولى على دعوتها الكريمة لنا لحضور هذه المأدبة الفكرية الدسمة ،
و الثاني على جهده الطيب المشكور في إعداد و تقديم تلك الوجبة التي ستبقى آثارها
الإيجابية ملازمة لنا في كل نشاط فكري أو عملي في مستقبل الأيام إنشاء الله ؛ فنعم الزاد الذي زودنا به و نعم الأستاذ الذي
لمسنا منه عبر الشفافية التي تعامل بها معنا ، بأنه واحد من حملة هموم هذه الأمة
... و ما أكثر هموم هذه الأمة ؛ و ما أقل في الوقت ذاته من يُعنى بها أو يعانيها .
لقد آلمتنا كثيراً حكايات الأردن الشقيق ، من بيعه بأبخس الأثمان لترابه الغالي الثمين و لزيتونه لإسرائيل ،
فتعود هذه الأخيرة لتبيعه لنا بأغلى الأسعار ؛ و هي حال تذكرنا ببيت الشعر القائل
:
" و من الرزية أن شاة عندنا
...... بيدي قرناها و غيري يحلب "
لقد قيل ذات يوم في تبرير ضياع فلسطين
:- إن أرضاً بلا شعب ، أعطيت لشعب بلا أرض !!.... و قد يقال اليوم في تبرير
ضياع ثرواتنا من نفطها إلى الزيتون : بأن هناك ثروات في أرض بلا إنسان ، يجب أن
تعطى لإنسان بلا ثروات !!
لماذا و صلت أمتنا إلى هذا الحضيض ؟ و أين تكمن المشكلة ؟
نعيب زماننا و العيب فينا ..... و ما لزماننا عيب سوانا "
في اعتقادي بأن أستاذنا الفاضل قد شخص الداء العضال الذي نعانيه ، و وضع الإصبع فوق الجراح . إنه سوء الإدارة أو ضعفها و خاصة
إدارة الموارد البشرية ..... و الإدارة علم و فن ... علم متجدد و متطور أبدا ،
يوجب علينا السعي إلى اكتسابه سعيا
بالدراسة والإطلاع على آخر مستجداته
العلمية و العملية ... و هي فن ، و الفن موهبة تحتاج إلى الصقل و التهذيب عبر
الممارسة الواعية المسئولة .
إن مكونات الإدارة ثلاث أساسية هي :-
التخطيط و التنفيذ و التقويم ؛ و هناك
من اختصر وظائفها في كلمة ( POSDCORBE ) , و
كما نلاحظ أن التخطيط دائماً يأتي على رأس مهام أية إدارة . إننا نعيش عصراً لا
مكان فيه للعشوائية أو العمل المرتجل ، بل أصبح يسعى في دقة خططه إلى ألـ ZERO DEFFECT ... , أن يقوم بالشيء الصحيح بشكل صحيح من أول
مرة ؛ لأن الخطأ في عصرنا صار رديف الكارثة
. إن كل ما حوالينا قد تغير و تطور بشكل دراماتيكي ، و بقينا نحن حيث نحن
مكانك راوح ، في كثير من رؤانا و أفكارنا و
معتقداتنا و الممارسات , لذلك تخلفنا عن ركب الحضارة و الزمن ، و صرنا كالغرباء في عصر غريب .... فلا بد لنا
إذن من تطوير أنفسنا و تغيير الكثير من مفاهيمنا الكلاسيكية عن كثير من أوجه
الحياة . و إلا فكما يقال :-
INNOVATION OR EVAPORATION .. و لن نستطيع إحداث التغيير أو التطوير
المطلوب بغير نقد بناء للذات و تقويم هادف لممارساتها الخاطئة من جهة ، و بغير
الانفتاح على العالم و الإستفادة من تجاربه و خبراته من جهة أخرى ، و الانفتاح على العالم طبعاً هو غير الإنبطاح له ، كما نحن فيه اليوم .....أجل ! علينا أن
نتعلم الدرس من مبدأ ديمنج القائل بأن الأخطاء الواقعة في أي منظمة أو تنظيم إنما
يعود 85% من أسبابها للأنظمة و القوانين السائدة في ذلك التنظيم ؛ و أن 15 % منها فقط تعود للعاملين فيه ، ، كما علينا أن نتعلم من قيصر روسيا بطرس الأكبر
الذي ،عندما أراد أن يردم الفجوة بين بلاده و تطور العالم من حولها ، قام برفقة 250 من كبار شخصيات الحكم بزيارة سرية لأوروبا ، في القرن السابع عشر ، لدراسة أحوالها عن كثب لمدة
ستة أشهر ، و عاد بعدها ليلحق روسيا بركب الحضارة و يبز أوروبا في أكثر من موقع .
فعلينا إخوتي الكرام ألا نخشى من
نشر الغسيل ، و أن نجعل أفعالنا فوق الطاولة لا تحتها ، كما قال أستاذنا الفاضل ،
و لنقل كما قالت الحكمة : " شكراً لمن أهداني عيوبي " لأننا بهذه الهدية سنتمكن من الانطلاق بكل ثقة
و اقتدار نحو الآفاق التي يدعونا إليها الواجب الوطني ، و لنتذكر دائماً بأننا
ركاب سفينة واحدة مهما تعددت مسمياتنا أو جهاتنا الوظيفية ، و بالتالي فإن الهدف واحد
ألا وهو بناء هذا الوطن والارتقاء به إلى
مصاف الأمم المتقدمة و خدمة أبنائه و القاطنين فيه .
أخيراً و ليس آخراً اكرر شكرنا الجزيل و عظيم الامتنان لأستاذنا الفاضل
الدكتور رفعت عبد الحليم و لوزارة الخدمة المدنية على إتاحتهم لنا هذه الفرصة السعيدة
في التواصل الحميمي الذي أفضى بنا إلى كثير من المكاشفة و المصارحة الهادفة بين شتى الطاعات الحكومية التي ضمتها
هذه الدورة .
فليوفقنا الله جميعاً لما فيه خدمة هذا الوطن و مواطنيه تحت ظل القيادة
الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله تعالى و رعاه
و سدد على طريق الخير خطانا و خطاه .
و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق