الأربعاء، 8 فبراير 2012


ماذا بعد خمسة وثلاثين عاما من عمر النهضة العمانية
سؤال ما هي الأشياء الإضافية الأخرى التي تتمنى أن تتحقق في بلادنا عمان بعد 35 عاما من عمر النهضة المباركة ، سؤال أكثر من رائع ، وينطوي على أبعاد هادفة وهامة كثيرة، وهو سؤال جريء يضع الإصبع فوق الجراح، وبالتالي تتطلب الإجابة عليه في صدق وشفافية الإيمان بأن خير الوطن وطموحاته المستقبلية النبيلة هي فوق كل اعتبار آخر. وكثيراً ما كانت مسيرة التغيير والتطوير في حياة الأوطان والأمم محفوفة بالأشواك والأخطار والألم. إنه الطموح للأحسن والأفضل.
(ومابلغ المطامح غير ساعٍ          يردد في غدٍ نظراً سديداً)
       والطموحات تعبر هي تعبير عن تلك المتطلبات التي تفرضها ضرورات المواكبة للركب الحضاري المتسارع.
(وما نيل المطالب بالتمني           ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وما استعصى على قوم منالٌ        إذا الإقدام كان لهم ركابا)
       والطموح سعيٌ للرقي والتقدم والمجد.
ولا يمتطي المجد من لم يركب الخطرا              ولا ينال العلا من قدم الحذرا
ومن أراد العلا عفواً بلا تعب               مضى ولم يقضِ من إدراكها وطرا
 عموماً فإني كمواطن عماني أتمنى أن أرى بلادي تخطو خطوات جادة نحو تحقيق الرؤى والغايات التالية :-
أولا: المراجعة النقدية الهادفة البناءة لمجمل الموروثات التقليدية والاجتماعية الفكرية منها والسلوكية المتصلة بمنظومة المعتقدات والقيم والعادات والتقاليد السائدة في المجتمع ، ومن ثم العمل بشتى السبل الممكنة على الأخذ بالإيجابية منها القابل للموائمة وروح العصر، وطرح أو بالأحرى الخروج من إيسار مالا يتناسب ومعطيات الزمن المعاصر.
ثانيا : دراسة أسباب التقدم والازدهار في البلدان المتقدمة المتطورة وبالتالي العمل على الإستفادة من تلك الأسباب بتبني ما يتناسب منها والبلاد لإحداث النقلة النوعية المطلوبة لهذا الوطن وذلك عبر تشكيل لجنة عليا متخصصة في كافة أوجه الحياة والنشاط الإنساني من ذوي العقول والأخلاق الوطنية.
ثالثا: التعليم/ كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " من أراد الدنيا فعليه بالعلم ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم، ومن أراد كلاهما فعليه بالعلم" . وكما قال نيتشه: (إذا أردت أن تبني مجتمعاً فعليك بالتربية وإذا أردت أن تهدم مجتمعاً فعليك بالتربية أيضاً). والجاهل عدو نفسه، كما أن الجهل موت قبل وقت الأجل وأنصاف المتعلمين فيهم من الخطر على المجتمع أكثر مما فيهم من الخير له. فكما قالت الحكمة الإنجليزية: little learning is a dangerous thing لكل تلك العوامل احلم بأن أرى في بلادي شعباً من حملة الشهادات الأكاديمية العلمية والمهنية وهذا أمر ممكن التحقيق لو أتخذت الخطوات التالية على مستوى التعليم في بلادي:
1-    إنشاء جامعة حكومية أخرى لاستيعاب الأعداد المتزايدة من مخرجات الثانوية العامة.
2-    تخفيض نسبة القبول في الجامعة والكليات الأكاديمية المختلفة لزيادة أعداد المنتسبين إليها.
3-    إتاحة فرصة الدراسات العليا لشتى العلوم بجامعة السلطان قابوس.
4-    تخفيض سن القبول المدرسي لطلبة الأول الابتدائي من 7 سنوات إلى 6سنوات.
5-  تبني فكرة الدراسة التخصصية من بعد المرحلة الابتدائية مباشرة أي بعد السنة الدراسية السادسة بحيث يدرس الطالب وفق ميوله وتوجهاته العلمية والأدبية دون اضطراره لدراسة المراحل الأخرى وضياع سنين من العمر بلا معنى. فالطالب الموهوب في الرياضيات يتخصص في دراسة الرياضيات وصاحب الموهبة في الرسم يتخصص في موهبة الفنون الجميلة من هذا العمر المبكر.
6-  تعزيز الدراسات الأكاديمية المهنية في السلطنة بإنشاء المزيد من كليات التقنية. وتخفيض نسبة القبول بها تضم أكبر عدد ممكن من مخرجات الثانوية العامة
7-  العمل على اكتشاف مواهب الطلبة وتنميتها عبر رعاية الموهوبين منهم والأخذ بيدهم بشكل عملي وعلمي مبرمج.
8-    إنشاء كليات ومعاهد الفنون الجميلة بشتى مناطق السلطنة.
رابعاً :- على الصعيد الثقافي أتمنى :-
1       ) إقامة المكتبات العامة بكافة ربوع البلاد وتشجيع المجتمع بشتى فئاته على ارتيادها.
 2)إقامة النوادي والمنتديات الثقافية المختلفة لتكون المتنفس الثقافي والمكان الخصب لولادة الفكر ونشر الثقافة.
3       ) إعطاء المزيد من حرية التعبير في الصحافة ووسائل الإعلام المختلفة . فلن يصح في نهاية التحليل غير الصحيح ، " أما الزبد فيذهب جفاء ، و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض " و نحن نعيش عصر صار العالم فيه قرية واحدة ، فلا مجال بل و ليس من الحكمة بمكان التعتيم فيه أو تكميم الأفواه .
خامسا :- على المستوى الصحي أتمنى التالي :-
1)    تعزيز الرقابة الطبية ، و إيجاد القواعد الضابطة لها .
2)    تطبيق نظام الجودة الشاملة في كافة مؤسسات الرعاية الصحية .
3)    إنشاء مركز للإسعاف الوطني .
4)    إنشاء مركز متكامل للدفاع المدني بكل ولاية .
5)    أنشاء دور لرعاية المسنين و العجزة بكل منطقة من مناطق السلطنة .
سادساً :- على الصعيد الاقتصادي أتمنى
1)    رفع أجور العاملين ليتمكنوا من مواكبة متطلبات ظروف الحياة المتجددة .
2)    إيجاد فرص العيش الكريم لكل محتاج قادر على العمل .
3) إعطاء المزيد من الفرص للاستثمار الأجنبي في البلاد ، لا سيما في مجالات المشروعات و الأعمال التنموية التي توفر الكثير من فرص العمل للشباب العماني .
4) السعي الجاد نحو خلق و امتلاك الصناعات الثقيلة ، أي امتلاك الآلة المنتجة للآلة . بحيث يصبح البلد سيداً للصناعات القائمة فيه .
5) العمل الحثيث و الجاد نحو تنويع مصادر الدخل الوطني , وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للدخل . ( كتفعيلة السياحة ، و استغلال الطاقة الشمسية كبديل للطاقة الكهربائية المولدة بالنفط و الغاز )
خامساً : على الصعيد الاجتماعي أتمنى التالي :
1)    تعزيز معاشات الضمان الاجتماعي لتتمكن تلك العوائل من العيش الكريم .
2) تخصيص دعم مالي معين  لكل راغب في الزواج من الشباب ، و ذلك كعون من الحكومة في حل مشكلة العنوسة الآخذة في التفاقم في البلاد .
3)    إنشاء المزيد من الحدائق و المتنزهات العامة في كل ولاية من ولايات السلطنة
                   
                زهران زاهر حمود الصارمي
       ولاية إزكي – إمطي – 12 / 7/2005
   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق