الأربعاء، 8 فبراير 2012


النسخة الأصلية للكلمة ( قبل التعديل )
بقلم زهران بن زاهر بن حمود الصارمي
كلمة موظفي الخدمات الصحية بالمنطقة الداخلية  في حفل تكريم الأخ الفاضل صالح بن سعيد بن ناصر  الهدابي بفندق جولدن توليب بنزوى
بتاريخ 11/11/2009
سم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، و الصلاة و السلام على أشرف خلقه ، سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم .
معالي الدكتور ، علي بن محمد بن موسى وزير الصحة الموقر . راعي المناسبة
أصحابَ السعادة ، وكلاء وزارة الصحة المحترمين .
أصحابَ السعادة ،  ولاة المنطقة الداخلية المحترمين
المكرمون ، أعضاء مجلس الدولة بالمنطقة الداخلية  المحترمون
أصحابَ السعادة ،  أعضاء مجلس الشورى ، بولايات المنطقة  المحترمين
أخانا و أستاذنا الفاضل ، صالح بن سعيد بن ناصر الهدابي المحترم ،  المحتفى به في هذه المناسبة
الأفاضلُ الكرام ، مديرو عموم المناطق الصحية بالسلطنة المحترمين
الأفاضلُ مديرو عموم و رؤساء المصالح الحكومية بالمنطقة المحترمين
الأخُ الفاضل ، الدكتور صالح بن سيف الهنائي ، نعم الخلف لخير السلف بمديريتنا العامة للخدمات الصحية بالمنطقة الداخلية المحترم
العاملون الصحيون  بشتى مسمياتهم الوظيفية  بالمنطقة الداخلية المحترمون..
. ضيوفَنا الكرام
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..... و بعد



بدايةً ، بالأَصالة عن نفسي ، و نيابةً عن موظفي الخدمات الصحية بكافة المؤسسات الصحية بالمنطقة الداخلية ، أتشرف بالوقوف أمامكم محاولاً - إن أسعفني النطق - التعبير عما تكنه ضمائرنا ، نحو هذا الأخ العزيز و الكريم ، الذي عاش بيننا عَقداً من الزمن ، مر معه ، لبهائه و تفرده ،  و كأنه طيفٌ من الأحلام .   
و الحقَ أقول ، بأن في هذه الحياة ، ثمة لحظاتٍ تمر بالإنسان  ، تتقزم عندها الكلمات رغم عظمتها ، و تتضاءل البلاغة رغم سحرها و آي  البيان ، عن وصف ما يجيش في أعماق النفس ، أو يمور في الوجدان .
و إني ، بل و إنا لمستشعرون في هذه اللحظة ، ذلك العجز و الإفلاس اللغوي و الأدبي ، عن تصوير ما يعتلج في صدورنا ، من بالغ الحزن و الأسى نحو فراق هذه الشخصية القيادية  الكارزمية ، و غيابها عن الساحات و المساحات التي ألفنا لقاءها فيها  ، في أحضان هذه المنطقة .
 و لكن ،  تبقى الكلمة ،عبر الزمن ، و مهما عراها العجز أو الوهن ، ذلك الجسر الذي ما عنه مناص في التواصل ، و الوسيلة الأثيرية التي ما عنها محيص ، في نقل الفكر و المشاعر صالح بن سعيد بن ناصر الهدابي ، اسم صار في ربوع المنطقة الداخلية ،  و بين العاملين بها ، في القطاع الصحي و غير الصحي ،  أشهرَ من نار على علم ، اسم سيبقى ما بقينا ، و ما بقيت الخدمات الصحية في منطقتنا ، محفوراً في ذاكرتنا ، و ذاكرةِ الأجيالِ من بعدنا ، حاضراً أبداً في الأذهان ، لما تركه في أعماق نفوسنا  ، من بصمات وجدانية لا تمحي آثارها ، مهما باعَدَنا عنه المكانُ أو الزمان .
 فقد كانت  له بيننا من المناقِبِ و الخِلال ، و من فِعَال المخلصين الأوفياء من الرجال ، و من الإنجازات الصحية التي يشار إليها بالبنان  ، في شتى ولايات هذه المنطقة ، ما تتحدى الزمن و تستعصي على النسيان . 

منذ زمن و نحن ؛ نقرأ ، و نسمع الكثير عن الفرق بين الإدارة و القيادة ، بين المدير و القائد ، و لكنا لم نتعرف عن كثب على نموذج حي ، تتجسد فيه صفات القيادة التي تحدث عنها الدكتور طارق السويدان في كتابه ( القيادة في القرن الحادي و العشرين ) لم نتعرف على هذه الشخصية ، و لم تتجسد لنا حقيقةً واقعةً أمامنا ، إلا عندما حل بيننا  هذا الرجلُ القياديُ المتميز ،  و تواصلنا معه ، و عايشناه في مسيرة كانت مضمخة بنوع من العطر الخارق لمألوف العادة ، الباعث للحياة ، المدغدغ للأحلام النرجسية ، و الأماني الخالدات الوطنية . فعرفنا فيه رجلاً و لا كل الرجال ، له حكمة الشيوخ و رزانتهم  ، و حيوية الشباب و طاقتهم ، و له الهمة القعساء التي لا تنضب ، والعزم المتوقد المتوثب ،  الذي يتضاءل أمامه كل عسير أو صعب  ، لا يعرف شيئاً اسمه المستحيل ، جريئاً في غير هوج ، حازماً جازماً من غير صلف ، لطيفَ المعشر ، عطوفاً في غير ضَعف ، موجهاً و مرشداً و ناصحا في غير عنف ، ملهماً للرؤى و الفكر ، ثاقب البصيرة ، موسوعيَ الثقافة بانورامي الرؤية  ،فارساً ماهراً لا يشق له غبارٌ في كل الساحات الثقافية و الفكرية ، قارئاً نهماً لا يعرف الكلل أو الملل . محاوراً مفحماً قوي المنطق و الحجة . و لديه القدرة الفائقة على التحليل و طرح الحلول لكل المشكلات المستعصية ، مجسداً في كل ذلك مقولة المتنبي " و تصغر في عين العظيم العظائم " ، حاضرَ البديهة ، لا يملك الجالس إليه مهما كان مستواه الثقافي أو الاجتماعي  إلا أن يعجب بشخصه و ثقافته و يثني عليه  ،  له عقل ديناميكي خلاق ،  لا يكف عن النشاط و البحث و التفكير ، و كان ذلك لعله مصدراً للعناء له و لمن حولَه ، فذو العقل يشقى في النعيم بعقله
و إذا كانت النفوس كبارا.....  تعبت في مرادها الأجسام .

صالح الهدابي ،هذا الكادر النوعي ، الذي يرقى إلى مستوى الظاهرة الفريدة، لطالما ألهب فينا الحماس،  إلى حد الإحساس ، بأنا على استعداد للمشي على الجمر بلا تردد أو تفكير ، و أثار في عقولنا أعاصير الفكر،  و عواصف الإبداع و التغيير ، و مزق من على أبصارنا ، غشاوة الترهات من  المعتقدات ، و مومياوات الفكر المحنط  العقيم . تختلط في أحاديثه الحميمية ،  الهمهمةُ الجنائزية ، إن هو تحدث عن  هموم الأمة ، و  إشكالات الوطن ،  مع تحديات الزمن ، و حمحمة الأحصنة المقتحمة لأوار اللهب ، عند حديثه ، عن طموحات الغد ، والآمال الوطنية المستقبلية العِراض . .. رجل يعد بامتياز ، من فئة المفكرين ، و المنظرين الكبار ، تلك الفئة الصانعة للتاريخ ، الراسمة لبلدانها و الشعوب ، خارطةَ الطريق ،  نحو التقدم و التطور و السؤدد . و لكنه ، لتواضعه ، و لمألوف تلك الأطروحات الرائعة لديه  ،و ذاك ، في صراحة ، هو وجهُ عتبنا عليه ، لا يرى في نفسه تلك القدرات الفكرية الاستثنائية ، فلا يكتبُ أو يوثقُ ذلك الفكرَ الذي ينثر شذراتِه في الأثير هنا و هناك ، فتذروه الرياح ، و الخوف كل الخوف ،  ألا يبقى منه عبر الزمن غير الصدى الذي قد يتلاشى مع ضجيج أحداث الحياة  ، مع أن مثل ذلك الفكر الثاقب ، و التنظير المستنير ، الذي يضع الأصبع فوق الجراح ، و يشخص الداء لمبضع الجراح ، هو من أمس ما تحتاج له الشعوب ، في بناء نهضتها ،  و الأخذ بيدها ، في مرثون السباق الحضاري المستعر .


 فكنا نقول في خلواتنا ؛ بأن مثل هذه الشخصية ، من الخير كل الخير لهذا الوطن أن تكون في موقع من مواقع صنع قراره الوطني ، حيث المجال الأرحب لاستشراف الآفاق ، و نشر الشعاع و التنوير ، في شتى أركانه و زواياه  

 و يبدو ، بأن للجدران آذاناً - كما يقال و بأن في هذا البلد ، من يحمل في إخلاص و وطنية ، أمانة رصد الشارع ،  نبضاً و طموحاً و مشاعر ، فها هو الحلمُ قدر صار حقيقة ، و الأمنيةُ صارت واقعاً ، فتبوأت هذه الشخصية القيادية المبدعة ، مكاناً يتيح لها تجسيد الحلم ، و تطبيق الرؤى ، و ممارسة الإبداع ، و الفكر المستنير على أرض الواقع
 لذا ،  ليس لنا إلا أن نقول لك يا أبا المآثر :
سرْ في طريقِك سيرَ نابه ................ و لُمِ الزمانَ و لا تُحابه
و إذا حـللتَ بـمـوطـنٍ ................. فاجعلْ محلكَ في هِضابه
و اخـتـر لنفسِكَ منزلاً ..................تغفو النجومُ على قِبابِه






أما إخوانك و أبناؤك العاملون الصحيون  في ربوع الداخلية رجالاً و نساءً فيقولون لك
ستذكرك المجالس و المحافل بالمفـاخر ..... و تبقى في القلوب مدى الأيامِ حاضر
فأنتم خير من ضرب النماذجَ في بلادٍ.......لأفـذاذ الرجـال الطامحـين أبا المآثر
خسرنا كم بأرض الداخلية غير أنا ......... يعزينا خلودك في الحنايا و الخواطر
و أن الشعلة التي أوقـدتـمـوهـا ...          بأرض الجوفِ اليومَ في أم الحواضر
صـحارُ المجد و التاريخِ طــوبى ........       بخير من يعـلو بـذكركِ في المنـابر
أخيراً و ليس آخراً نقول :-  
 إن وطناً فيه أمثاُلكم يا أبا المآثر ، و أمثالُ معالي وزيرنا الموقر ،  الذي يتمتع بالبصيرة الثاقبة ، و الحدس الصادق ، في اكتشاف مناجم المعادن النفيسة ، الكامنة في أعماق صخور و تراب أرض هذا الوطن ، سيكون له بلا شكٍ مكانٌ في الثريا و شأوٌ سامقٌ بين الأمم بإذن الله .

جزيلُ الشكرِ منا ، و عظيم الامتنان و التقدير  لكم ، يا صاحب  المعالي ، وزيرَنا الموقر ، الدكتور علي بن محمد بن موسى ، على تواضعِكم الجم ،  و حضورِكم بيننا ،  و تشريفِكم لنا برعايتِكم لهذا الحفلِ المتواضع .
و الشكر و التقدير ، موصول لجميع الحضور ،  لاسيما من تجشم مشقة السفر ،  و عناء قطع المسافات الطويلة ،  ليشاركَنا بلطفه و شخصه الكريم ، في حضور هذه المناسبة الاحتفالية .
كما لا ننسى، تقديم شكرنا الجزيل ، للجنة المنظمة لهذا الاحتفال ، و لكل من ساهم في إقامته و إنجاحه . 

نزلتم بيننا أهلاً ، يا أبا المآثر ، و وطأتم في ديارِنا سهلاً ،  و رحلتم عنا جسداً ، لا روحاً و عقلاً ، و كان الله حارسكم ، في حلكم و الترحال ، وفقكم الله أينما كنتم ، و وفقنا و إياكم ، لكل ما فيه الخير ، و رفعة هذا الوطن الكريم ، تحت ظل القيادة الحكيمة و الرشيدة ، لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ، حفظه الله تعالى و رعاه . ...
.و السلام عليكم ، جميعاً ،  و رحمة الله و بركاته .









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق