النسخة الأصلية للكلمة ( قبل التعديل )
بقلم زهران بن زاهر بن حمود الصارمي
كلمة موظفي
الخدمات الصحية بالمنطقة الداخلية في حفل
تكريم الأخ الفاضل صالح بن سعيد بن ناصر
الهدابي بفندق جولدن توليب بنزوى
بتاريخ
11/11/2009
سم الله
الرحمن الرحيم
الحمد
لله ، و الصلاة و السلام على أشرف خلقه ، سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم .
معالي
الدكتور ، علي بن محمد بن موسى وزير الصحة الموقر . راعي المناسبة
أصحابَ
السعادة ، وكلاء وزارة الصحة المحترمين .
أصحابَ
السعادة ، ولاة المنطقة الداخلية
المحترمين
المكرمون
، أعضاء مجلس الدولة بالمنطقة الداخلية
المحترمون
أصحابَ
السعادة ، أعضاء مجلس الشورى ، بولايات
المنطقة المحترمين
أخانا
و أستاذنا الفاضل ، صالح بن سعيد بن ناصر الهدابي المحترم ، المحتفى به في هذه المناسبة
الأفاضلُ
الكرام ، مديرو عموم المناطق الصحية بالسلطنة المحترمين
الأفاضلُ
مديرو عموم و رؤساء المصالح الحكومية بالمنطقة المحترمين
الأخُ
الفاضل ، الدكتور صالح بن سيف الهنائي ، نعم الخلف لخير السلف بمديريتنا العامة
للخدمات الصحية بالمنطقة الداخلية المحترم
العاملون
الصحيون بشتى مسمياتهم الوظيفية بالمنطقة الداخلية المحترمون..
.
ضيوفَنا الكرام
السلام
عليكم و رحمة الله و بركاته ..... و بعد
بدايةً
، بالأَصالة عن نفسي ، و نيابةً عن موظفي الخدمات الصحية بكافة المؤسسات الصحية بالمنطقة
الداخلية ، أتشرف بالوقوف أمامكم محاولاً - إن أسعفني النطق - التعبير عما تكنه
ضمائرنا ، نحو هذا الأخ العزيز و الكريم ، الذي عاش بيننا عَقداً من الزمن ، مر
معه ، لبهائه و تفرده ، و كأنه طيفٌ من الأحلام
.
و
الحقَ أقول ، بأن في هذه الحياة ، ثمة لحظاتٍ تمر بالإنسان ، تتقزم عندها الكلمات رغم عظمتها ، و تتضاءل
البلاغة رغم سحرها و آي البيان ، عن وصف
ما يجيش في أعماق النفس ، أو يمور في الوجدان .
و
إني ، بل و إنا لمستشعرون في هذه اللحظة ، ذلك العجز و الإفلاس اللغوي و الأدبي ،
عن تصوير ما يعتلج في صدورنا ، من بالغ الحزن و الأسى نحو فراق هذه الشخصية
القيادية الكارزمية ، و غيابها عن الساحات
و المساحات التي ألفنا لقاءها فيها ، في أحضان
هذه المنطقة .
و لكن ، تبقى الكلمة ،عبر الزمن ، و مهما عراها العجز أو
الوهن ، ذلك الجسر الذي ما عنه مناص في التواصل ، و الوسيلة الأثيرية التي ما عنها
محيص ، في نقل الفكر و المشاعر صالح بن سعيد بن ناصر الهدابي ، اسم صار في ربوع
المنطقة الداخلية ، و بين العاملين بها ، في
القطاع الصحي و غير الصحي ، أشهرَ من نار
على علم ، اسم سيبقى ما بقينا ، و ما بقيت الخدمات الصحية في منطقتنا ، محفوراً في
ذاكرتنا ، و ذاكرةِ الأجيالِ من بعدنا ، حاضراً أبداً في الأذهان ، لما تركه في
أعماق نفوسنا ، من بصمات وجدانية لا تمحي
آثارها ، مهما باعَدَنا عنه المكانُ أو الزمان .
فقد كانت له بيننا من المناقِبِ و الخِلال ، و من فِعَال
المخلصين الأوفياء من الرجال ، و من الإنجازات الصحية التي يشار إليها
بالبنان ، في شتى ولايات هذه المنطقة ، ما
تتحدى الزمن و تستعصي على النسيان .
منذ
زمن و نحن ؛ نقرأ ، و نسمع الكثير عن الفرق بين الإدارة و القيادة ، بين المدير و
القائد ، و لكنا لم نتعرف عن كثب على نموذج حي ، تتجسد فيه صفات القيادة التي تحدث
عنها الدكتور طارق السويدان في كتابه ( القيادة في القرن الحادي و العشرين ) لم
نتعرف على هذه الشخصية ، و لم تتجسد لنا حقيقةً واقعةً أمامنا ، إلا عندما حل
بيننا هذا الرجلُ القياديُ المتميز ، و تواصلنا معه ، و عايشناه في مسيرة كانت مضمخة
بنوع من العطر الخارق لمألوف العادة ، الباعث للحياة ، المدغدغ للأحلام النرجسية ،
و الأماني الخالدات الوطنية . فعرفنا فيه رجلاً و لا كل الرجال ، له حكمة الشيوخ و
رزانتهم ، و حيوية الشباب و طاقتهم ، و له
الهمة القعساء التي لا تنضب ، والعزم المتوقد المتوثب ، الذي يتضاءل أمامه كل عسير أو صعب ، لا يعرف شيئاً اسمه المستحيل ، جريئاً في غير
هوج ، حازماً جازماً من غير صلف ، لطيفَ المعشر ، عطوفاً في غير ضَعف ، موجهاً و
مرشداً و ناصحا في غير عنف ، ملهماً للرؤى و الفكر ، ثاقب البصيرة ، موسوعيَ
الثقافة ‘ بانورامي
الرؤية ،فارساً ماهراً لا يشق له غبارٌ في
كل الساحات الثقافية و الفكرية ، قارئاً نهماً لا يعرف الكلل أو الملل . محاوراً مفحماً
قوي المنطق و الحجة . و لديه القدرة الفائقة على التحليل و طرح الحلول لكل
المشكلات المستعصية ، مجسداً في كل ذلك مقولة المتنبي " و تصغر في عين العظيم
العظائم " ، حاضرَ البديهة ، لا يملك الجالس إليه مهما كان مستواه الثقافي أو
الاجتماعي إلا أن يعجب بشخصه و ثقافته و
يثني عليه ، له عقل ديناميكي خلاق ، لا يكف عن النشاط و البحث و التفكير ، و كان ذلك
لعله مصدراً للعناء له و لمن حولَه ، فذو العقل يشقى في النعيم بعقله
و
إذا كانت النفوس كبارا..... تعبت في
مرادها الأجسام
.
صالح الهدابي ،هذا الكادر
النوعي ، الذي يرقى إلى مستوى الظاهرة الفريدة، لطالما ألهب فينا الحماس، إلى حد الإحساس ، بأنا على استعداد للمشي على
الجمر بلا تردد أو تفكير ، و أثار في عقولنا أعاصير الفكر، و عواصف الإبداع و التغيير ، و مزق من على
أبصارنا ، غشاوة الترهات من المعتقدات ، و
مومياوات الفكر المحنط العقيم . تختلط في
أحاديثه الحميمية ، الهمهمةُ الجنائزية ، إن
هو تحدث عن هموم الأمة ، و إشكالات الوطن ، مع تحديات الزمن ، و حمحمة الأحصنة المقتحمة
لأوار اللهب ، عند حديثه ، عن طموحات الغد ، والآمال الوطنية المستقبلية العِراض .
.. رجل يعد بامتياز ، من فئة المفكرين ، و المنظرين الكبار ، تلك الفئة الصانعة
للتاريخ ، الراسمة لبلدانها و الشعوب ، خارطةَ الطريق ، نحو التقدم و التطور و السؤدد . و لكنه ،
لتواضعه ، و لمألوف تلك الأطروحات الرائعة لديه ،و ذاك ، في صراحة ، هو وجهُ عتبنا عليه ، لا
يرى في نفسه تلك القدرات الفكرية الاستثنائية ، فلا يكتبُ أو يوثقُ ذلك الفكرَ
الذي ينثر شذراتِه في الأثير هنا و هناك ، فتذروه الرياح ، و الخوف كل الخوف ، ألا يبقى منه عبر الزمن غير الصدى الذي قد يتلاشى
مع ضجيج أحداث الحياة ، مع أن مثل ذلك
الفكر الثاقب ، و التنظير المستنير ، الذي يضع الأصبع فوق الجراح ، و يشخص الداء
لمبضع الجراح ، هو من أمس ما تحتاج له الشعوب ، في بناء نهضتها ، و الأخذ بيدها ، في مرثون السباق الحضاري المستعر .
فكنا نقول في خلواتنا ؛ بأن مثل هذه الشخصية ، من
الخير كل الخير لهذا الوطن أن تكون في موقع من مواقع صنع قراره الوطني ، حيث
المجال الأرحب لاستشراف الآفاق ، و نشر الشعاع و التنوير ، في شتى أركانه و زواياه
و يبدو ، بأن للجدران آذاناً - كما يقال – و بأن في هذا البلد ، من يحمل في إخلاص و
وطنية ، أمانة رصد الشارع ، نبضاً و
طموحاً و مشاعر ، فها هو الحلمُ قدر صار حقيقة ، و الأمنيةُ صارت واقعاً ، فتبوأت
هذه الشخصية القيادية المبدعة ، مكاناً يتيح لها تجسيد الحلم ، و تطبيق الرؤى ، و
ممارسة الإبداع ، و الفكر المستنير على أرض الواقع
لذا ، ليس
لنا إلا أن نقول لك يا أبا المآثر :
سرْ في طريقِك سيرَ نابه ................ و لُمِ
الزمانَ و لا تُحابه
و إذا حـللتَ بـمـوطـنٍ ................. فاجعلْ
محلكَ في هِضابه
و اخـتـر لنفسِكَ منزلاً ..................تغفو
النجومُ على قِبابِه
أما إخوانك و أبناؤك العاملون
الصحيون في ربوع الداخلية رجالاً و نساءً
فيقولون لك
ستذكرك المجالس و المحافل
بالمفـاخر ..... و تبقى في القلوب مدى الأيامِ حاضر
فأنتم خير من ضرب النماذجَ
في بلادٍ.......لأفـذاذ الرجـال الطامحـين أبا المآثر
خسرنا كم بأرض الداخلية
غير أنا ......... يعزينا خلودك في الحنايا و الخواطر
و أن الشعلة التي أوقـدتـمـوهـا
... بأرض الجوفِ اليومَ في أم الحواضر
صـحارُ المجد و التاريخِ طــوبى
........ بخير من يعـلو بـذكركِ في المنـابر
أخيراً و ليس آخراً نقول
:-
إن وطناً فيه أمثاُلكم يا أبا المآثر ، و أمثالُ
معالي وزيرنا الموقر ، الذي يتمتع
بالبصيرة الثاقبة ، و الحدس الصادق ، في اكتشاف مناجم المعادن النفيسة ، الكامنة
في أعماق صخور و تراب أرض هذا الوطن ، سيكون له بلا شكٍ مكانٌ في الثريا و شأوٌ
سامقٌ بين الأمم بإذن الله .
جزيلُ الشكرِ منا ، و
عظيم الامتنان و التقدير لكم ، يا صاحب المعالي ، وزيرَنا الموقر ، الدكتور علي بن محمد
بن موسى ، على تواضعِكم الجم ، و حضورِكم
بيننا ، و تشريفِكم لنا برعايتِكم لهذا
الحفلِ المتواضع .
و الشكر و التقدير ، موصول
لجميع الحضور ، لاسيما من تجشم مشقة السفر
، و عناء قطع المسافات الطويلة ، ليشاركَنا بلطفه و شخصه الكريم ، في حضور هذه
المناسبة الاحتفالية .
كما لا ننسى، تقديم شكرنا
الجزيل ، للجنة المنظمة لهذا الاحتفال ، و لكل من ساهم في إقامته و إنجاحه .
نزلتم
بيننا أهلاً ، يا أبا المآثر ، و وطأتم في ديارِنا سهلاً ، و رحلتم عنا جسداً ، لا روحاً و عقلاً ، و كان
الله حارسكم ، في حلكم و الترحال ، وفقكم الله أينما كنتم ، و وفقنا و إياكم ، لكل
ما فيه الخير ، و رفعة هذا الوطن الكريم ، تحت ظل القيادة الحكيمة و الرشيدة ،
لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ، حفظه الله تعالى و رعاه . ...
.و
السلام عليكم ، جميعاً ، و رحمة الله و
بركاته .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق